قبرص تلقي القبض على 33 شخصاً بعد أعمال عنف في مركز للمهاجرين
قبرص تلقي القبض على 33 شخصاً بعد أعمال عنف في مركز للمهاجرين
ألقت الشرطة القبرصية القبض على 33 شخصاً، بعد اندلاع أعمال عنف في المركز الرئيسي لاستقبال المهاجرين في الجزيرة، في أعقاب صدامات بين مجموعتين عرقيتين، حسب ما ذكرت السلطات، الثلاثاء.
وأفادت وكالة الأنباء القبرصية الرسمية، بأنّه تمّ استدعاء شرطة مكافحة الشغب لمواجهة اضطرابات وقعت مساء الإثنين في مركز بورنارا، حيث استُخدم الغاز المسيل للدموع ضدّ المهاجرين، بعد اندلاع اشتباكات بين العشرات غالبيتهم من المواطنين الأفارقة والسوريين.
وأفادت وزارة الداخلية بأنّ أوامر صدرت بترحيل أيّ طالب لجوء يتبيّن أنّه مسؤول عن اندلاع أعمال العنف.
وقالت الشرطة، الثلاثاء، إنّ ثمانية مهاجرين أُصيبوا بجروح طفيفة خلال الصدامات، ونُقلوا إلى المستشفى لتلقّي الإسعافات الأولية ثمّ خرجوا من المستشفى.
ولا يزال التحقيق جارياً لمعرفة سبب النزاع، غير أنّ الشرطة أكدت أنّه تمّت السيطرة على الوضع.. ولم يتم بعد تقدير حجم الأضرار التي لحقت بالممتلكات.
وفي أكتوبر 2022، أدّت أعمال شغب إلى فرار الكثير من الناس من المركز الواقع خارج العاصمة نيقوسيا.
وتُسجّل قبرص منذ فترة طويلة واحدة من أعلى معدّلات طالبي اللجوء لأول مرة في الاتحاد الأوروبي.
ووفقاً للأرقام الرسمية، يشكّل طالبو اللجوء ستة في المئة من السكان البالغ عددهم 915 ألف نسمة في جنوب الجزيرة، وهو رقم قياسي بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبي.
ويخضع الثلث الشمالي من الجزيرة لسيطرة "جمهورية شمال قبرص التركية" المعلنة من جانب واحد والتي لا تعترف بها سوى أنقرة.
وقامت الحكومة القبرصية مؤخراً بمضاعفة سعة مركز بورنارا الذي كان يتّسع لألف شخص، وذلك بعد تدفق أكثر من 500 مهاجر سوري من لبنان، منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر.
الهجرة غير الشرعية
وتعد قضية الهجرة غير الشرعية واحدة من أبرز القضايا التي تؤرق المجتمع الدولي بشكل عام والأوروبيين بشكل خاص.
وتعد اليونان وإيطاليا وإسبانيا من نقاط الدخول الرئيسية إلى دول الاتحاد الأوروبي للمهاجرين الذين ينطلقون من دول شمال إفريقيا، وخاصة من المغرب والجزائر وتونس وليبيا والقادمين من جنوب الصحراء، حيث ارتفع عدد المغادرين بشكل كبير مقارنة بالسنوات الماضية.
وتتوقع دول البحر المتوسط الواقعة على الطرق الرئيسية للهجرة إلى أوروبا، زيادة عدد المهاجرين إليها بالتزامن مع أزمات الاقتصاد والطاقة والأمن الغذائي الناجمة عن حرب أوكرانيا بموجة هجرة جديدة، خاصة من إفريقيا والشرق الأوسط، بخلاف تداعيات التغيرات المناخية.
وارتفعت حالات دخول المهاجرين بشكل غير شرعي إلى الاتحاد الأوروبي في 2022 بنسبة 64 بالمئة على ما كانت عليه قبل عام، وبلغت أعلى مستوى منذ 2016، حسب بيانات وكالة الحدود الأوروبية (فرونتكس).
وقالت الوكالة في بيان، إنه تم تسجيل 330 ألف دخول غير شرعي في 2022 مقابل 123318 في عام 2021، جاء 45% منها من طريق البلقان.
وتقدّر المنظمة الدولية للهجرة أنه منذ بداية العام 2023، فُقد 2467 مهاجرًا خلال محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط للوصول إلى أوروبا.